الخميس، 26 ديسمبر 2013

الشبكة الدلالية والتعلم الالكتروني






من الصعب المبالغة في تقدير تأثير الشبكة على معظم مظاهر المجتمع ومؤسساته في القرن الحادي والعشرين . ومع أننا لن ننادي بما نادت به شركة اوراكل في اعلانها بأن الانترنت يبدل كل شي . فإننا نعتقد أن الشبكة العاليمة قد أحدثت تأثيراتها العميقة على عملية التعليم الرسمي وستزداد مساهمتها مع نمو التقنيات وازدياد قدرتنا على التعامل معها بشكل فعال . وكذلك نعتقد أن تطوير الشبكة الدلالية خلال العقد التالي ( بيرنرلي 2001) سيؤدي الى ايجاد شبكة ذكية مصممه ليتم استخدامها من قبل البشر. كالبرامج العاملة في وكلاء شبكات الجوال ، مما سيؤدي في آن واحد الى تحسينات سريعة في قدرات التواصل، واسترجاع ومعالجة المعلومات على الشبكة .
ويواجة التعليم العالي كالعديد من مجالات العمل الأخرى تحديا يتمثل في إيجاد طرق للعمل بشكل أكثر فعالية وكفاية . ومع ظهور المشاريع ما بعد الصناعية هناك ضرورة للقيام بالمشاريع الاقتصادية من خلال مبادلة التكلفة العالية للجهد البشري بالآلات . ولقد وجد نقاد التعليم العالي ما يناقض ذلك ( نوبل 2002 وينر 1997) . لكنهم لم يقدموا بيانات كفيلة بإثبات التأثير السلبي لهذه المبادلة على عملية التعلم أو حتى على قناعة ورضا الجامعة والطلاب إلا أن هذه الضرورة الاقتصادية تؤدي الى بحث مستمر عن طرق يمكن من خلالها مبادلة عمليات التفاعل بين الطلاب والمدرسين بعمليات تفاعل منخفضة الكلفة مع طلاب آخرين أو تفاعل مع المحتوى . إلا أن هذه المبادلة ليست سهلة إذ أن هنالك عوامل عديدة فريدة وخاصة في تفاعل الطالب مع المدرس ولاسيما فيما يتعلق بالفورة والعفوية . هذه العوامل تشكل تحديات مهمة للمعلمين الذين يسعون للحد من الوقت الذي يستغرق في التفاعل بين الطالب والمعلم .
كما أن هناك عاملات تنقيات يتطلبان بذل الجهود لمواجهة التحديثات التي يمثلها إيجاد تفاعل نوعي بين الطالب والطالب وبين الطالب والمحتوى . الأول هو الطاقة المستمرة وتطور الآلات وقدرتها على العمل باستقلالية وبدرجات مختلفة من التحكم . والذي نسمية ذكاء الآلة ، ويوضح قانون مور هذا التطوير إذ يشير إلى أن عدد الترانزستورات في دارة الكترونية واحدة ( وهي مكونات رئيسة لسرعة وقوة المعالجة) يتضاعف كل 18 شهر . ولذلك يقوم علماء الحاسوب بصناعة آلات تبلغ قوتها ضعف قوة المعالجات السابقة كل 18 شهر . أما العامل التقني الثاني فقد أشار إليه قانون مويتكالف بأن قوة أي شبكة تتناسب مع مربع عدد الأقطاب في هذه الشبكة . وبذلك فإذن زيادة حجم الشبكة يزيد قدرتها الوظيفيه وفائدتها بشكل هندسي ويؤدي هذان العاملات زيادة قوة المعالجة والقدرة الوظيفية للشبكات ، إلى زيادة مهمة في قدرة المحتوى على التفاعل مع البشر بشكل أكثر فاعلية وفعالية . وعلى سبيل المثال يسمح نظام Ihelp المصمم في جامعة ساسكاتشيوان . لكل طالب بإنشاء أداة تتحاور مع ادوات أخرى لتسهيل الدراسة والاجابة على الاسئلة الفردية من قبل طلاب جاهزين في أي وقت وفي أي مكان الانترنت . ونتوقع تطور أكبر لهذه الأدوات في العقد التالي . والتي تفيد في عمليات التفاعل التي يقوم بها الطلاب والمدرسون في أي مكان وفي أي زمان .


مالحكمة من اعتماد التعليم عبر خط الانترنت .

لم يكن تزايد أعداد الطلبة القادمين إلى التعليم العالي في معظم جامعات أمريكا الشمالية السبب الرئيسي لاعتماد اسلوب التعلم عبر الانترنت وبخاصة مجال التعليم عن بعد . لقد كان الدافع الرئيسي لهذه التوجه السعي لتحسين جودة التعلم . ومن الأشياء المميزة للتعليم عبر الشبكة العنكبوتية والتي جعلته يحظى بشعبية واسعة أنه وإلى حد معقول يستطيع أتمتة المنهجيات التقليدية في التعليم التي تعتمد اسلوب إعطاء المعلومات ثم الاختبار . بيد أن التعلم عبر خط الانترنت يمكن استخدامه أيضا لتطوير منهجيات في التعليم تعكس على نحو أفضل احتياجات المجتمع القائم على المعرفة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق